أزمة غريبة ومستجدة طرأت على العلاقات بين تركيا وحلف شمال الأطلنطي “الناتو”، تقول الكثير خصوصًا في أنها جاءت ضمن سياقات عديدة تشير إلى أن تركيا باتت بالفعل، وخصوصًا أردوغان، وبشكل واقعي، وليس رمزي كما في أزمة لوحة التصويب في مناورات “الناتو” الأخيرة؛ في عين العاصفة، وأن الكثير من الأطراف قد ضاقت به وبسياساته.
ويبدو أن ما تبقى لأردوغان لكي تتم المحافظة عليه، هو ملف الهجرة غير الشرعية؛ حيث لا تزال تركيا تلعب أهم الأدوار في المجال الأمني والسياسي فيما يتعلق بقضية الاستقرار في وسط وغرب أوروبا، من خلال سيطرتها على هذا الملف، وهو ما يجب معه الحفاظ على استقرار تركيا لآخر مدىً ممكن.
وباستعراض سريع للعناوين المتداولة في الوقت الراهن، في نشرات الأخبار ومقالات الكُتَّاب في الصحف والمصادر العربية والدولية؛ فإن غالبًا تركيا؛ صار ذكرها لا يرتبط في الأوساط السياسية الإقليمية والدولية سوى بالأزمات، والأزمات المتعلقة بالسياسات التركية في الغالب، وبشخض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على وجه الخصوص.
ولقد أخذ ذلك أكثر من مظهر، لخصها الكاتب اللبناني، جهاد الخازن، في مقال بعنوان “مشاكل تركيا بلا نهاية”، في زاويته الشهيرة “عيون وآذان” في صحيفة “الحياة” اللندنية، نشره بتاريخ 19 نوفمبر 2017م.
تحدث الخازن عن مشكلات في الداخل التركي، لا نراها بسبب إستراتيجية “البروباجندا” السياسية والإعلامية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد، بما في ذلك ظواهر سياسية واقتصادية وأمنية.
ومن بين الأحداث المهمة المرتبطة بالأزمة المتصاعدة حول تركيا أردوغان إقليميًّا ودوليًّا، موافقة أعضاء البرلمان الأوروبي ودول الاتحاد على خفض التمويل المقدم للدول ما قبل الانضمام إلى الاتحاد، بحوالي 124 مليون دولار، كما تم تجميد 70 مليون يورو إضافية من حجم الإنفاق الذي أُعلن عنه سابقًا.
وكان الاتحاد الأوروبي قد تعهد لتركيا بدفع مبلغ 4.45 مليار يورو بين العامَيْن 2014م و2020م، في عملية تمويل تسبق انضمامها إلى الاتحاد، لكن لم يتم تخصيص سوى 360 مليون يورو منها حتى الآن.
كما تبدو محاولة أنقرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مجمدة فعليًّا، في ظل انتقادات متنامية لأردوغان في ظل حملة الاعتقالات والتطهير التي تقوم بها الحكومة التركية عقب المحاولة الانفصالية التي جرت في يوليو 2016م الماضي.