أدت التحولات الدولية والإقليمية التي تعرض لها العالم منذ التسعينات من القرن الماضي وما نتج منها من انعكاسات سلبية وإيجابية إلى زيادة دور قوى دولية أخرى غير الولايات المتحدة الأمريكية على الصعيد العالمي.
وأخذت هذه القوى تنادي بضرورة البحث عن سبل جديدة للقيادة العالمية والخروج عن النمط السائد حاليًا، وهذا ما أزعج الولايات المتحدة الأمريكية التي ما زالت القطب المهيمن والدولة الأقوى في العالم، لما لها من تأثيرات سلبية في تقليل وتراجع المصالح التي تجنيها من هذه السيطرة، حتى أخذت تمارس الكثير من السياسات في سبيل البقاء في مكانتها الحالية، ومن ثم أهم تلك السياسيات هي الحروب، الوقع الذي نعيشه الآن.
وبفعل تلك التحولات، بدأ الحديث عن ضرورة إيجاد قوة دولية أخرى غير الولايات المتحدة الأمريكية لتملأ الفراغ الذي خلفه تفكك الاتحاد السوفييتي، ولتعيد التوازن إلى النظام الدولي.
ومن بين أكثر القوى المرشحة لاحتلال هذه المكانة هو الاتحاد الأوروبي ككتلة دولية صاعدة ومتقدمة في مسيرة وحدته والتمثيل السياسي الخارجي الموحد، ذلك لأن الأوضاع الجديدة التي يمر بها الاتحاد الأوربي والذي يتجه نحو الصعود حيث يتبلور الدور السياسي والاقتصادي المنبثق عن ثقله ومكانته وتطور نسبة استغلال سياسته الخارجية، سينعكس حتمًا على سياسته على الصعيد العالمي، وربما معرقلًا للسياسات الأمريكية بفعل الواقع المعاش.