انتهى الجدل في الأمم المتحدة فيما يخص قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بـ”القدس” – هكذا؛ من دون تحديد شرقي أم غربي – كعاصمة للكيان الصهيوني، ودعوته لوزارة الخارجية الأمريكية لنقل سفارة الولايات المتحدة لدى الكيان، إلى القدس.
انتهى باعتراض “الفيتو” الأمريكي لمشروع القرار الذي تقدمت به مصر باعتبارها ممثلة المجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي، وبتأييده في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 128 صوتًا – أكثر من الثلثَيْن – للقرار الذي ذهبت به الدول العربية إلى الجمعية العامة بعد عرقلته في مجلس الأمن.
سبق التصويت الذي جرى الخميس 21 ديسمبر 2017م، تهديدات من الرئيس الأمريكي بقطع المساعدات عن الدول التي سوف تصوِّت ضد الولايات المتحدة في الجمعية العامة.
ولا أحد يدري؛ هل سوف تسمح مؤسسات الدولة الأمريكية التي تتولى عملية صناعة واتخاذ القرار الفعلي هناك، مثل وزارتَيْ الخارجية والدفاع (البنتاجون)، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي. آي. إيه”؛ هل سوف تسمح بأن يتخذ ترامب قرارًا بالفعل بحجب المساعدات عن الدول التي صوتت ضد قرار ترامب في الجمعية العامة أم لا.
وهنا ثَمَّة بعض الأمور الواجب إيضاحها لأجل استيفاء كامل أجزاء الصورة؛ تحاول هذه الورقة تقديمها لمعرفة طبيعة الوضع وحقيقة عملية اتخاذ القرار داخل الإرادة الأمريكية، والخيارات المتاحة أمام الدول العربية؛ حال تنفيذ ترامب تهديداته هذه.