يقول المثل ” إذا نبح كلب عجوز، فإنه يقدم نصيحة”.، المسنون الذين يسيرون على طرقات أكثر، ويأكلون أطعمة أكثر، ويقرأون كتبًا أكثر، لديهم خبرة أكثر، ويتمتعون بسعادة أكثر، ويعانون من مشقات أكثر، ويكونون ذوي خبرة ومعرفة مع تجربة حياة أكثر ثراء..
إن هؤلاء العمالقة المثقفين الذين بزغوا في التاريخ الصيني تركوا ورائهم مقالاتهم المشهورة الخالدة، وهي التراث الحضاري المشترك للبشرية كلها..
لقد جمعنا أقوال هؤلاء العمالقة في سلسلة الحكماء يتكلمون، وأضفنا إليها الشروح والترجمة العربية ليستفيد منها من يحب الثقافة الصينية التقليدية من القراء داخل الصين وخارجها، ويكتشف الموروث الحضاري والفكر الصيني وخططه المستقبلية.
تشوانغ تسي
فيلسوف ملهم وأديب متنور طرح فكرة عدم مقدرة بني البشر على تحقيق السعادة الحقيقية والحرية في الحياة دون التبصّر في “سبيل الحياة – الداو”. ورغم عرض الإمبراطور على هذا الحكيم مركز رئيس للوزراء ولكنه رفض ذلك لإيمانه بضرورة الابتعاد عن الأنانية في جميع أشكالها أكانت شهرة أو جاهاً أو مركزاً مهماً.
إن حكمة تشوانغ تسي تدعو إلى السلام والتحرر الروحي، والتي يمكن تحقيقها عبر معرفة مقدرة وحدود الفرد وتناغمها مع الكون حوله.
لاو تسي
قبل 2500 عاماً من اليوم أصيب الحكيم الصيني لاو تسي بالإحباط من الجو السياسي المسيطر في ذلك الحين، فحزم كتبه على ظهر ثور واتجه غرباً نحو البراري حيث انفرد يكتب بحرية ما يجول في ضميره من حكمة مبنية على فلسفة “الداو” التي تعني “السبيل”، وهدفها قيادة الإنسان نحو السلام والطمأنينة وتعليم الحكام كيف يسوسون رعيتهم، وإعادة الحضارة إلى أحضان الطبيعة. واليوم، فإن حكمة لاو تسي تُعتبر كنسمة باردة في صيف السياسة الحار جداً.
إن حكمة وفلسفة لاو تسي لا تزال منذ 2500 عاماً كشجرة خضراء باسقة يتفيأها الإنسان لينعم براحة النفس والذهن.
سون تسي
حتى الحروب لها حكماء في الصين يخططون لها لقهر الأعداء، حتى أن البعض يقول إن استراتيجيات سون تسي الحربية يمكن تقصيها بسهولة في الحرب ضد العراق في العام 2003.
يقول سون تسي إن فن الحرب يعادل فن البقاء، من هذا المنطلق نلمس عمق التخطيط الاستراتيجي الذي مارسه قبل أكثر من 2500 سنة.
منغ تسي
لم يضارع تأثير فلسفة مانشيوس على الفكر الصين سوى كونفوشيوس نفسه والذي دافع مانشيوس عن فلسفته وطوّرها. ومنطلقاً من فكرة أنه يمكن للفرد تحقيق تناغم مع غيره من البشر والكون عبر تطوير نزعته الإنسانية الطبيعية والتصرف بعدل وصدق، فإن أفكاره حول واجبات الحكام والرعية وشرور الحرب شكّلت معتقداً كونفوشياً بقي صالحاً منذ القرن الثالث قبل الميلاد.
تنبع فلسفة مانشيوس من أن الإنسان يُخلق بنفسٍ خيّرة ولكن محيطه يفسد سلوكه وأفكاره. من هنا تنطلق حكمه في هذا الكتاب لتعيد توجيه نظر القارئ إلى الحياة من زاوية خيّرة جديدة.
لقراءة وتحميل الكتب الأربعة من هنا