تحولت صناديق المساعدات الإنسانية إلى وسيلة للموت بدلاً من أن تكون سببًا في الحياة، وبدلاً من ألبان الأطفال والأدوية وغير ذلك مما ينقص السوريين المحاصرين والمقتولين، تم تعبئة بعض هذه الصناديق بأموال كان سوف يتم دفعها لجماعات إرهابية.
التفاصيل المتاحة عن هذه القضية قليلة، وتكمن في معلومات وصور تم تسريبها، تقول بأن الاستخبارات العسكرية الروسية، وعلى وجه الدقة، وحدات الاستخبارات التابعة للقوات الخاصة الروسية الموجودة في سوريا، قد عثرت على صناديق موضوع عليها علامات الصليب الأحمر الدولي، كان مهربٌ فيها حوالي مليار دولار قادمة من تركيا.
هذه المعلومات قالت بأن هذه الأموال كانت سوف تذهب إلى الجماعات الإرهابية المتواجدة ليس في سوريا فحسب، وإنما في مناطق أخرى من الشرق الأوسط، وخصوصًا تنظيم الدولة “داعش”.
المعلومات المنشورة في مواقع معارِضة قطرية، قالت بأن الحكومتَيْن القطرية والتركية هما مَن أرسلتا هذه الأموال، وأن الزيارة الأخيرة التي قام بها أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إلى تركيا، يوم 14 نوفمبر الماضي، كانت لأجل البحث في هذه المشكلة، بعد تهديدات وجهتها روسيا إلى أنقرة، بأنها سوف تعمل على كشف ذلك أمام الرأي العام.
إلى هنا انتهت المعلومات الخاصة بالحدث؛ إلا أنه في واقع الأمر؛ فإن القصة تتعلق بالكثير من الحوادث التي جرت مؤخرًا في دول عديدة، وليس في سوريا فحسب؛ حيث إن أطراف الصورة واصلة إلى ليبيا ومنطقة الصحراء الكبرى والظهير الحيوي لمصر وتونس والجزائر وسائر المغرب العربي، في منطقة الساحل والصحراء.
وفي هذا الإطار تسعى هذه الورقة إلى رصد معالم وأطراف الصورة المرتبطة بهذا الحدث، والتي حتى تتصل بالمعارك الحالية التي يخوضها الجيش التركي في منطقة “عفرين” التي يسيطر عليها الأكراد، وقد ترسم مستقبل سوريا والمشرق العربي بالكامل!
———–
أحمد التلاوي: باحث مصري في شئون التنمية السياسية، وكاتب أساسي في مركز سام للدراسات الإستراتيجية