إن الذي يدرس تاريخ العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ليلمس حاجة اللغة العربية إلى مؤلف خاص في تاريخ اليهود الذين لا ينكر أحد ما كان لهم من الأثر في الجزيرة العربية لذلك العهد، ويعجب كيف حرمت اللغة العربية من مثل هذا المؤلف إلى الآن؟.
وأقرب ما يخطر بالبال في تعليل هذا التقصير هو أن المتأخرين من مؤرخي العرب لم يلموا إلماما كافيا بتاريخ الجاهلية، ولولا ذلك لما أغفلوا تاريخ قسم كبير من سكان الجزيرة كان له من الحوادث السياسية والوقائع الحربية والآثار الاجتماعية ما يستوجب أفراده بطائفة من المؤلفات، إذ كان الباحث في تاريخ الجاهلية يتوقف نجاحه على معرفة تاريخ اليهود في بلاد العرب عامة وفي الأقاليم الحجازية بوجه خاص.
وقد يرجع السبب في هذا التقصير إلى جهل المؤرخين بالنتائج العظيمة التي تترتب على معرفة تاريخ اليهود، ولو أنهم اهتموا به لوجدوا في المراجع العربية القديمة مادة غزيرة تمكن الباحث المحقق من سد هذا النقص وتعينه على التثبت من تاريخ العرب في ذلك الحين.
لقرآة الكتاب كاملاً من هنا أو لتحميله انقر على ايقونة بي دي إف في أسفل هذا الموضوع