- أحمد محمد أبو زيد
مقدمة..
قبل الربيع العربي، واهتزاز اﻷوضاع ودخول اليمن في دوامة الفوضى وعدم الاستقرار، لم تكن هناك أية احتمالية للخروج من هذا الوضع بادية في المستقبل القريب، فقظل اليمن طوال القرن العشرين يمثل مصدرًا لعدم استقرار الخليج العربي، بحكم الجوار الجغرافي والاجتماعي، خاصة ﻷقطار مثل العربية السعودية وعمان اللتين تشتركان معه في حدود من ناحية الشمال والشرق.
لقد ساهمت اﻷوضاع الاقتصادية والتنموية المتردية في اليمن، والوزن الديمغرافي الكبير (مقارنة باﻷقطار الخليجية) في عدم استرار اﻷوضاع الداخلية في أقطار الخليج العربي، حيث بات اليمن عند أغلب المحللين أحد مصادر الهديد غير المادي (اللاعسكري) الذي يواجه أقطار الخليج العربي.
إن أوضاع اليمن كدولة فاشلة ( Failed state) جعلته يبدو بالفعل رجل الجزيرة العربية المريض، وهو ما قد يؤدي إلى تحطيم النظام اﻹقليمي الخليجي بصورة كاملة، إن لم تتم مواجهة التهديد الذي يمثله اليمن ومساعدته على الخروج من معضلاته اﻷمنية والسياسية والاقتصادية.
إن تعير مسيرة التحول الديمقراطي في اليمن (كما في بقية أقطار الربيع العربي) هو نتيجة لبنيته الاجتماعية القبائلية والسياسية التسلطية من ناحية، وغياب الثقافة الديمقراطية من ناحية أخرى، وتأخير تردي أوضاعه التنموية والسياسية والاقتصادية، وسيادة أجواء الاضطراب الداخلي، واحتمالية انتقال هذه اﻷجواء إلى بقية أقطار النظام الإقليمي الخليجية من ناحية ثالثة، اﻷمر الذي جعل منه مصدر تهديد جوهريًا ﻷقطار مجلس التعاون الخليجي الملاصق له، بصورة لا تقل عن التهديد (العدواني) الذي كان يمصله العراق، وما زالت تمثله إيران.
لقرآة الدراسة كاملة يمكنك النقر هنا، أو تحميلها من خلال النقر على أيقونة بي دي إف الموجودة أسفل الموضوع.
——–
*مدير اﻷبحاث في المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية