أحمد التلاوي:
قبل عدة أيام، زار المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، العاصمة اليمنية صنعاء، من أجل طرح مبادرته الجديدة التي كانت ترمي إلى تحريك العملية السياسية واستئناف محادثات السلام بين الفرقاء اليمنيين.
إلا أن التقارير الإعلامية أشارت إلى أن مهمته باءت بالفشل هناك، وقيل إن الحوثيين رفضوا مبادرته الجديدة، ولكن الأقرب للدقة أن ولد الشيخ لم يحصل على ردٍّ من الحوثيين وحلفائهم في المؤتمر الشعبي العام؛ حيث وضعوا بعض الأمور على طاولة التفاوض، ومن بينها تحريك ملف رواتب الموظفين الحكوميين المتوقفة منذ ثمانية أشهر، ورفض الخروج من ميناء “الحُدَيْدة”، قبل ذلك.
وكان الاتحاد الأوروبي ومن خلال ألمانيا، طرح مبادرة جديدة لاستعادة وتيرة الحوار بين الفرقاء اليمنيين، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق في البلاد بسبب الحرب والحصار المفروض على اليمن من جانب التحالف العربي الذي تقوده الرياض.
وكان آخر مظاهر هذا التدهور، عودة مرض الكوليرا إلى الانتشار بشكل وبائي، شمل العاصمة صنعاء ذاتها، وبمعدلات كبيرة؛ حيث كشفت لمنظمة الصحة العالمية، عن ارتفاع عدد حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن إلى 35217 حالة مشتبه بها منذ 27 أبريل الماضي فقط، عندما بدأ المرض في الانتشار مرة أخرى، بزيادة قدرها 50 بالمائة في الحالات المبلَّغ عنها مقارنة بأرقام أعلنها نيفيو زاجاريا ممثل المنظمة في اليمن يوم 19 مايو؛ حيث ذكر أن 23425 أصيبوا بالكوليرا منذ 27 أبريل الماضي.
ومن بين أهم نقاط هذه المبادرة إعلان هدنة، ووقف إطلاق النار في شهر رمضان الجاري، وتنفيذ إجراءات تعزيز الثقة التي تم الاتفاق عليها في مفاوضات سابقة جرت بين الفرقاء اليمنيين في جنيف (16 إلى 19 يونيو 2015م)، بالإضافة إلى نقاط جديدة، مثل تبادل شامل للأسرى، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسين والإعلاميين والناشطين، ورفع الحصار عن كافه المدن اليمنية، ومن بينها تعز.
كما تشمل المبادرة كذلك فتح مطار صنعاء، وإيقاف العمليات العسكرية على مدينة وميناء “الحُدَيْدَة”، فيما تشرف الأمم المتحدة على إدارة الميناء، من أجل السماح بدخول المواد الإغاثية والمساعدات إلى كافة المناطق المبنية، ومن دون أية عوائق، ومنها تعز.
—————–
* أحمد محمود التلاوي، باحث مصري في شئون التنمية السياسية، وكاتب أساسي في مركز سام للدراسات الإستراتيجية