أحمد التلاوي:
تصاعد في الفترة الأخيرة، جدل كبير حول ميناء الحُدَيْدة، الذي يُعتبر المنفذ الأهم في الوقت الراهن لدخول المساعدات الإنسانية والاحتياجات الضرورية لأبناء الشعب اليمني، الذي يعاني حولي 22 مليونًا من أبنائه من مجاعة محققة، بحسب تقارير الأمم المتحدة، وكما جرى التفصيل في أكثر من مقال وتقرير.
وتعود الضغوط الحالية التي يمارسها التحالف العربي على الميناء الأهم الذي يدخل منه ما بين سبعين إلى ثمانين بالمائة من احتياجات اليمن من الأغذية والاحتياجات الضرورية الأخرى بحسب تقديرات الأمم المتحدة، إلى أنه أحد المنافذ المتبقية لليمن، تحت سيطرة قوات تحالف جماعة “أنصار الله”/الحوثي والمؤتمر الشعبي العام، ضمن إجراءات التحالف الذي تقوده الرياض لإحكام الحصار على اليمن، من أجل ما يقول التحالف إنه يتم في إطار “منع وصول السلاح إلى المتمردين الحوثيين” و”دفعهم إلى طاولة المفاوضات”.
وبعد رفض الأمم المتحدة رسميًّا طلبًا من التحالف الدولي للإشراف على الميناء، بدأ التحالف في الحديث عن إمكانية شن عملية عسكرية واسعة على ميناء الحُدَيْدة، وسواحل اليمن على البحر الأحمر التي لا يزال يسيطر عليها الحوثيون، بشكل عام.
وفي هذا الإطار، صدر تقرير جديد عن مجموعة الأزمات الدولية، ومقرها بروكسيل، حذرت فيه من إقدام التحالف على مثل هذه المحاولات بذريعة وقف تدفق السلاح إلى تحالف الحوثي/ صالح.
تقرير مجموعة الأزمات الدولية أكد أن الهجوم على ميناء “الحُدَيْدة”، سوف يؤدي إلى إغلاق الميناء، لأن الهجوم سوف يلحق أضرارًا ببُنية ومرافق الميناء، وهو ما سوف يقود إلى تفاقم المجاعة الشاملة التي تضرب أبناء الشعب اليمني.
—————–
* أحمد محمود التلاوي، باحث مصري في شئون التنمية السياسية، وكاتب أساسي في مركز سام للدراسات الإستراتيجية