بثينة محمد منصور الريمي.. طفلة يمنية، ربما في الأوقات العادية؛ لم نكن قد نسمع عنها، إلا أنه، وفي ظل الحرب المستعِرة على اليمن، والذي أكل الأخضر واليابس، ووضع ما يزيد على عشرين مليون نسمة قيد أزمة إنسانية طاحنة؛ باتت واحدة من أشهر الوجوه على مستوى العالم، في ظل المعاناة الإنسانية التي أصابتها، بفقدانها لعائلتها، وإصابتها هي الفادحة، في عينَيْها وجسدها الصغير الضئيل من الجوع بسبب الحصار، على إثر غارة للتحالف الذي تقوده الرياض على العاصمة اليمنية صنعاء، قبل أسابيع قليلة.
القصف السعودي استهدف في الخامس والعشرين من أغسطس الماضي، مبنىً شاغرًا وآخر سكنيًّا في منطقة “فج عمران”، الواقعة إلى الجنوب الغربي من العاصمة اليمنية، وراح ضحيته 14 شخصًا، وإصابة 16 آخرين، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
بثينة فقدت بسبب الغارة أبوَيْها وأشقاءَها وعمها، ولمفارقة القدر؛ فإن والد الطفلة بثينة، المواطن اليمني، محمد منصور الريمي، كان قد نزح من مدينة تعز لحماية أطفاله وأسرته من المعارك في المدينة التي تُعتبر بدورها، أيقونة من أيقونات ظلم الحرب في اليمن.
ومثل الطفلَيْن السوريَّيْن إيلان وعمران، الذي تخاطفت أمواج البحر جثمان الأول، وتراب وأنقاض حلب، براءة وطفولة الثاني، تحولت بثينة إلى أيقونة إنسانية في وسائل الإعلام الدولية، ووسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث تم إطلاق أكثر من “وَسْم” أو “هاشتاج” باسمها، من أهمها وأشهرها: #لعيون_بثينة، و#عين_بثينة، و#بثينة_عين_الإنسانية، و#بثينة_نعم_لإيقاف_الحرب_في_اليمن؛ حيث تحولت إلى رمز للتضامن مع اليمن، وضد الحرب الحالية عليه.
والتقط المصوِّر اليمني كريم زارعي، صورًا للطفلة بثينة، من بينها الصورة الأشهر التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام الدولية، والتي تُظهِر الطفلة بثينة وهي تحاول فتح عينها اليمنى، بأصابع يدها الصغيرة، فيما فقدت عينها الأخرى.
وتضامن مع الطفلة بثينة الكثير من الرموز على مستوى الوطن العربي، والعالم الخارجي؛ حيث أطلقت شبكة “سي. إن. إن” الإخبارية الدولية، وبعض الشخصيات الثقافية والفنية العربية، من بينهم سفراء نوايا حسنة للأمم المتحدة، مثل الفنان المصري حسين فهمي، حملات دعم وتضامن مع بثينة البالغة من العمر ستة سنوات فحسب.